[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بعد سنوات طويلة عاشت فيها لاعبات كرة القدم باليابان في الظل أمام سطوة
كرة القدم على مستوى الرجال جاء فوز المنتخب الياباني بلقب بطولة كأس
العالم السادسة للسيدات مساء أمس الأحد ليقلب الأوضاع رأسا على عقب في هذا
البلد الواقع في أقصى الشرق.
وما زال دور المرأة في المجتمع الياباني يواجه مشكلة عدم المساواة وسط
المنظور العام لدى كثيرين الذي يرى أن أبرز اهتمامات المرأة اليابانية هي
البقاء في المنزل وتكريس جهودها لخدمة ورعاية الأطفال والعائلة.
ولم يكن في تفكير المرأة اليابانية في الماضي أن تتخذ من كرة القدم مجالا
للعمل أو الاحتراف ولكن الفوز الثمين للمنتخب الياباني على نظيره الأمريكي
بضربات الترجيح أمس الأحد في المباراة النهائية للبطولة التي اختتمت
فعالياتها بألمانيا قد يغير كل هذه الأمور والمفاهيم.
وعانت لاعبات كرة القدم اليابانيات لسنوات طويلة من تواريها خلف نظرائهن الرجال حيث كانت ضحية للظلم والعداء الصريح وعدم المساواة.
وأوضح سابورو كاوابوتشي أحد مسئولي الاتحاد الياباني لكرة القدم أن العامين
الماضيين فقط شهدا تحولا كبيرا حيث نجحت العديد من اللاعبات في ترك بصمة
جيدة ليفتخرن بعملهن الجديد كلاعبات كرة قدم في أوقات فراغهن.
وأصبح طموح المنتخب الياباني الفائز بلقب كأس العالم أمس مثالا يحتذى خاصة
وأنه جاء في توقيت رائع بعد أربعة شهور من الزلزال الذي تعرضت له اليابان
وموجات المد العاتية (تسونامي) التي تبعته.
وقالت هوماري ساوا قائدة المنتخب الياباني "نجحنا لأننا واصلنا محاولاتنا ولم نيأس مطلقا".
وسجلت ساوا هدف التعادل 2/2 لفريقها في الوقت الإضافي من مباراة الأمس
لتقود المباراة إلى ضربات الترجيح التي حسمت اللقب لسيدات اليابان ليصبح
المنتخب الياباني أول فريق أسيوي يتوج باللقب العالمي.
كما فازت ساوا بلقبي أفضل لاعبة في البطولة وأفضل هدافة في البطولة برصيد خمسة أهداف.
ورغم ذلك ، لم يتضح بعد ما إذا كان إنجاز الفريق سيفتح الطريق أمام أخريات
لممارسة اللعبة والتألق فيها بهذا البلد الذي تعاني فيه لاعبات كرة القدم
في ظل هيمنة الرجل على المجتمع الياباني.
وترى الناشطة فى مجال حقوق المرأة ماي أويدا أن هذا الإنجاز الذي حققه الفريق في مونديال السيدات سيكون له دلالة بارزة.
وتتضح معاناة المرأة اليابانية من عدم المساواة من خلال اتجاه العديد منهن لترك عملهن بعد إنجاب الطفل الأول.
كما تقتصر نسبة عدد السيدات من بين إجمالي عدد أعضاء البرلمان الياباني على 9ر10 بالمئة فقط.
وبالإضافة إلى ذلك ، لا تشهد الحكومة اليابانية أي وزيرة حيث تتكون من وزراء كلهم من الرجال.