ايسنر وماهو يستعدان لخوض "حرب ويمبلدون الثانية"

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
احتاج
الامر الى عشر ثوان لقراءة 33 كلمة مطبوعة على لوحة جديدة وبيضاوية خارج
الملعب رقم 18 في بطولة ويمبلدون للتنس احتفالا باطول مباراة في تاريخ
اللعبة والتي اقيمت في ملاعب نادي عموم انجلترا قبل نحو عام.

ويمثل هذا اعترافا صريحا من قبل منظمي بطولة ويمبلدون بالانجاز الذي حققه
جون ايسنر ونيكولا ماهو الا انه لا توجد كلمات يمكن إن تلخص هذا القدر من
التحمل والجهد البشري الاستثنائي الذي امتد لثلاثة أيام واستمر على مدار 11
ساعة وخمس دقائق من خلال خمس مجموعات.

وغدا الثلاثاء سيعود نفس المصارعان الى حلبة نادي عموم انجلترا في اعادة
لمباراة العام الماضي بعد صدمة القرعة التي اوقعتهما وجها لوجه في الدور
الاول فيما اطلق عليه "حرب ويمبلدون الثانية".

وقال الفرنسي ماهو الذي خسر المباراة الملحمية العام الماضي لرويترز في
مقابلة في الايام التي سبقت انطلاق ثالث البطولات الاربع الكبرى والمقامة
على الملاعب العشبية "أنا في غاية السعادة للعودة الى انجلترا واللعب أمام
الجمهور الانجليزي كما انني اشعر في نفس الوقت ببعض القلق بشأن قدرتي على
الوفاء بتلك التوقعات. الامر يتعلق بعدم اصابة الناس بالاحباط."

ومثلت عبارات "غريب" و "مدهش" و "امر لا يصدق" و "من الصعب تصديق ذلك" و
"عجيب" بعض العبارات التي استخدمها اللاعبان عندما اوقعت القرعة ايسنر
وماهو معا مرة ثانية في بطولة هذا العام وهي نفس العبارات التي استخدمت
لوصف المواجهة التي جرت ضمن منافسات الدور الاول في يونيو حزيران الماضي.

وقبل مباراة الغد لخص الامريكي ايسنر مشاعر اللاعبين على افضل نحو بقوله "انها قرعة غريبة وقاسية."

وفي وقت سحب القرعة يوم الجمعة الماضي زاد اندرو جاريت المسؤول عن الحكام
في بطولة ويمبلدون من حدة التكهنات بالقول "هناك امكانية كبيرة ان تقام
المباراة في الملعب رقم 18 مرة اخرى."

وسيمثل هذا اسوأ سيناريو بالنسبة لماهو الذي انتابته مشاعر الاحباط لمدة
ثلاثة اشهر عقب الخسارة في المباراة التي امتدت الى 183 شوطا وانتهت
بخسارته 6-4 و3-6 و6-7 و7-6 و70-68.

وقال ماهو "يحدوني الامل ان يحاول المنظمون تجنب الموقف (الخاص باقامة
المباراة في ملعب رقم 18). لكن اذا كان لزاما علي ان اخوض المباراة على نفس
الملعب فلن اعرف المشاعر التي ستعتريني وقتها. سيكون شعورا غريبا لانه
سيكون من المستحيل بالنسبة لي عدم التفكير في مباراة (العام الماضي)."

ومن المصادفة انه وفي ظل الزخم المحيط بالمباراة فلن يكون من المجدي
اقامتها في الملعب الذي يسع 782 متفرجا فقط ولهذا فانهما سيجددان التنافس
إما في الملعب الرئيسي أو في الملعب رقم واحد.

وقال ماهو الذي يعاني ليتأقلم مع الصخب المحيط بالمباراة "هذه المرة سيكون هناك الكثير من الاهتمام وهذا شيء جديد."

وقبل نحو عام لعب ماهو اول ضربة ارسال في المباراة في الساعة 6.13 مساء
بالتوقيت المحلي يوم الثلاثاء الموافق 22 يونيو حزيران. وانتهت المباراة
التي "بدا انه لا نهاية لها" في الساعة 4.48 مساء يوم الخميس 24 يونيو.

واستمرت المجموعة الخامسة وحدها ثماني ساعات و11 دقيقة وهو ما يزيد بنحو
98 دقيقة على اطول مجموعة في البطولات الاربع الكبرى سابقا والمسجلة في
المباراة التي فاز فيها فابريس سانتورو على ارنو كليمو في بطولة فرنسا
المفتوحة عام 2004.

ولم تكن مباراة ايسنر وماهو اطول مباراة اقيمت على الاطلاق فحسب بل انها
حطمت الارقام القياسية لاطول مجموعة واكثر المباريات من حيث عدد الاشواط في
مجموعة واحدة وبلغ 138 شوطا وأكثر المباريات من حيث عدد الاشواط في المجمل
وبلغ 183 شوطا اضافة الى أكثر مباراة من حيث عدد ضربات الارسال الساحقة
وبلغت 113 ارسالا ساحقا لايسنر و216 ارسالا في المجمل.

وفي المجموعة الخامسة استطاع ماهو أن يرسل بنجاح ليبقى في المباراة في 64 شوطا متتاليا في استعراض غير عادي للقدرة عل البقاء.

الا ان الاحصاءات تكشف عن جانب واحد من القصة وهو ان المباراة امتدت لفترة
طويلة. الا ان الارقام لا تكشف شيئا عن كيفية قضاء ايسنر وماهو لمباراة
بهذا الطول والصراعات الذهنية والبدنية التي خاضاها خلالها وما حدث بعدها.

وقال ماهو "اصبحنا صديقين من خلال هذه التجربة. هذه واحدة من الامور التي
شعرت بالسعادة ازائها.. كنا نكتب لبعضنا البعض ونبعث برسائل. كنا نتابع
نتائج بعضنا البعض ولو كانت لغتي الانجليزية افضل بعض الشيء لكانت الفرصة
سانحة لكل منا للتعرف على الاخر بشكل افضل."

واضاف "حاولنا ان نلعب في الزوجي الا أن الامر كان صعبا... كنا نرغب في
اللعب معا في ويمبلدون الا انه من الصعب أن نلعب خمس مجموعات في الزوجي
وايضا في الفردي. سنلعب معا في بطولة ويمبلدون في عام من الاعوام."

وعقب مباراة العام الماضي قال ماهو انه عانى من "فقدان الوعي ونوع من الانهيار وما يشبه فقدان الذاكرة."

وهذا هو الاحساس الذي عاد ليطارد اللاعب الفرنسي ثانية منذ الجمعة الماضي.

وقال ماهو "كنت اتابع القرعة على جهاز الكمبيوتر الخاص بي عندما ظهر اسمي
قبل ان يختفي اسمي من على الشاشة. كنت اجلس في غرفة خلع الملابس عندما سمعت
صرخة مدوية تحمل كلمة 'لا'. لم يكن احد يصدق حدوث ذلك."

واضاف "لم اصدق عندما قالوا ان القرعة اوقعتني في مواجهة جون. توجهت الى
شاشة التلفزيون للتأكد من الامر. ثم تلقيت رسالة نصية على هاتفي من جون...
اتفقت معه على أن الامر يمثل نوعا من الجنون."

وتابع "بالنسبة لنا فان هذا مثل شيءمن الصعب ان يتحقق وكان من الغريب ان يحدث بالفعل."