[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]رغم
قصر عمرها مقارنة ببطولات أخرى ، فرضت بطولة العالم لألعاب القوى نفسها
بقوة ضمن أبرز الأحداث الرياضية العالمية منذ انطلاقها عام 1983 .
وحتى عام 1976 ، لم يقرر الاتحاد الدولي لألعاب القوى إقامة بطولة عالم
منفصلة لألعاب القوى حيث كان أصحاب الميداليات الذهبية في مختلف مسابقات
وسباقات ألعاب القوى في دورات الألعاب الأولمبية هم أبطال العالم لهذه
المسابقات والسباقات.
ولكن الاتحاد قرر بعدها إقامة بطولة عالم منفصلة لأم الألعاب بعيدا عن منافسات ألعاب القوى في الدورات الأولمبية.
وتركت بطولات العالم للقوى بصمة واضحة على الساحة الرياضية العالمية منذ البطولة الأولى التي أقيمت عام 1983 في هلسنكي.
وقال السنغالي لامين دياك ، رئيس الاتحاد الدولي للقوى ، في مقابلة مع
وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ، إن "بطولة العالم لألعاب القوى هي ثالث
أكبر الأحداث الرياضية على سطح الأرض بعد دورات الألعاب الأولمبية وبطولات
كأس العالم لكرة القدم ، وما من بطولة أكبر لرياضة منفردة ستقام هذا العام
بعد هذه البطولة (في دايجو)".
ووصف دياك البطولة بأنها "جوهرة ثمينة" لها "تاريخ رائع ومبهر" منذ بدايتها قبل 28 عاما.
وتجمع 1355 لاعبا ولاعبة من 154 دولة في عام 1983 بالعاصمة الفنلندية هلسنكي وذلك في ذروة الحرب الباردة.
وشهدت هذه البطولة التجمع الأول لأبرز نجوم ألعاب القوى منذ أولمبياد
ميونيخ 1972 نظرا لعدم مشاركة العدائين الأفارقة البارزين في أولمبياد 1976
بمونتريال ومقاطعة الولايات المتحدة ودول غربية أخرى أولمبياد موسكو عام
1980 .
وتطورت البطولة بشكل ثابت وسريع ، فوصل عدد المشاركين فيها إلى 1984 من 201
دولة في البطولة الماضية التي استضافتها العاصمة الألمانية برلين قبل
عامين.
ومن بين 12 بطولة أقيمت سابقا ، كانت منها تسع بطولات في القارة الأوروبية
وبطولة واحدة في أمريكا الشمالية وذلك في مدينة إدمونتون عام 2001 بينما
استضافت اليابان البطولة مرتين في عامي 1991 بالعاصمة طوكيو و2007 بمدينة
أوساكا بينما ستكون البطولة هذا العام بمدينة دايجو هي الأولى في البر
الرئيسي للقارة الآسيوية.
ولم يسبق للولايات المتحدة استضافة فعاليات البطولة رغم أنها الدولة الأكثر نجاحا في تاريخ بطولات العالم لألعاب القوى.
كما يتصدر الأمريكيان كارل لويس ومايكل جونسون قائمة أبرز الرياضيين نجاحا
في بطولات العالم للقوى حيث حصد لويس ثماني ذهبيات مقابل فضية وحيدة
وبرونزية وحيدة في هذه البطولات بينما حصد جونسون تسع ميداليات ذهبية وما
زال يحمل الرقم القياسي لسباق 400 متر والذي حققه في بطولة 1999 بمدينة
أشبيلية الأسبانية.
وجاءت فضية العداء لويس فس مسابقة الوثب الطويل والتي شهدت منافسة شرسة
بينه وبين مواطنه مايك باول في بطولة 1991 بطوكيو حيث حسم باول الميدالية
الذهبية لصالحه مسجلا 95ر8 متر.
كما حفر نجم القفز بالزانة الأوكراني سيرجي بوبكا اسمه بحروف من ذهب في
تاريخ البطولة بعدما توج بذهبية القفز بالزانة في ست بطولات عالم متتالية
ليضيفها إلى 34 رقما قياسيا عالميا حققها على مدار مسيرته الرياضية.
كما شهد تاريخ البطولة العديد من الإنجازات التي لا تنسى ومنها الرقم
القياسي العالمي الذي حققه جوناثان إدواردز في الوثبة الثلاثية ببطولة 1995
في جوتنبرج وهيمنة العداء الإثيوبي هايلي جبريسلاسي على سباق العدو 10
آلاف متر لعقد من الزمان قبل أن يسلم الراية لمواطنه كينينيسا بيكيلي.
وتوج جبريسلاسي بذهبية السباق في أعوام 1993 و1995 و1997 و1999 وبالفضية في 2003 والبرونزية في 2001 .
كما كان لبطولات العالم للقوى نصيبها من الفضائح ومنها حالات تعاطي المنشطات.
وساعد الحكام الإيطاليون اللاعب جيوفاني إيفانجيليستي على الفوز ببرونزية
الوثب الطويل في بطولة 1987 بروما قبل أن تظهر الإعادة التلفزيونية بعدها
أن إيفانجيليستي لم يحقق الطول الذي احتسبه الحكام.
كما طرد العداء الأمريكي جون دروموند من بطولة 2003 بسبب احتجاجه الغاضب على احتساب بداية خاطئة ضده.
وفقد العداء الكندي بن جونسون اللقب الذي أحرزه في سباق 100 متر ببطولة
1987 وذلك بسبب اكتشاف تعاطيه المنشطات خلال مشاركته في أولمبياد 1988 .
وجردت العداءة الأمريكية كيلي وايت من الميدالية الذهبية التي أحرزتها في
كل من سباقي 100 و200 متر ببطولة 2003 بسبب اكتشاف خرقها لقواعد مكافحة
المنشطات في أول قضية مرتبطة بفضيحة معمل "بالكو" والتي أصابت فيما بعد
العداءة الشهيرة ماريون جونز أيضا.
وكان الفارق بين كل بطولتي عالم متتاليتين أربع سنوات في بادئ الأمر ثم
تقلص إلى عامين فحسب بداية من عام 1991 بفضل جاذبية وأهمية البطولة التي
نجحت 80 دولة في تسجيل اسمها بجدول الميداليات المختلفة للبطولة على مدار
تاريخها.
ومع إلغاء اللجنة الأولمبية الدولية لقواعد الهواة التي كانت متبعة في
الماضي ، قرر الاتحاد الدولي لألعاب القوى صرف مكافآت للأبطال حيث بلغت
المكافأة 80 ألف دولار للفائز بالميدالية الذهبية في أي من مسابقات أو
سباقات البطولة بداية من 1997 وإضافة 100 ألف دولار للبطل الذي يحطم الرقم
القياسي العالمي في أي من هذه السباقات.
وفرض العداء الجامايكي أوسين بولت ونجمة القفز بالزانة الروسية إيلينا
إيسينباييفا نفسيهما وريثين شرعيين لعرشي لويس وبوبكا اللذين دشنا
نجوميتهما وأسطورتيهما من خلال البطولة الأولى عام 1983 .
وأصبح لويس وبوبكا هما الأكثر نجاحا في عهدهما من بين جميع نجوم ألعاب
القوى حيث حصد لويس عشر ميداليات متنوعة منها ثماني ذهبيات في بطولات
العالم كما أصبح بوبكا هو الوحيد الذي يتوج بست ميداليات ذهبية في مسابقة
واحدة.
وفي المقابل ، نجح بولت في تخطي الرقم القياسي العالمي لكل من سباقي العدو
100 و200 متر في كل من أولمبياد بكين 2008 وبطولة العالم 2009 ببرلين. كما
أكدت إيسنباييفا أنها الملكة المتوجة حاليا على عرش القفز بالزانة.
